الجمعة، 17 مايو 2013

صفحات من العز، وصور من الهوان


صفحات من العز، وصور من الهوان


(صفحاتٌ من العزِّ، وصورٌ من الهوان)

 

معاشر المسلمين:

دعونا نتحدث عن تاريخنا المنسي، ونستنطق بعض صفحاتنا الصامتة.

دعونا نتحدث عن تاريخنا بحلوه ومُرِّه، وأفراحه وأتراحه.

فمن عَقِلَ التاريخَ، رَشُدَ عقلُه، وحَسُنَ رأيُه، وعاش عصره بتجارب غيرِه،

 

ومن حوى التاريخ في صدرِهِ الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أضافَ أعماراً إلى عُمُرِهِ الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

 

تاريخنا مليء بصفحات مشرقة، ترسم البسمة، وتحيي نشوة العزَّة، وصفحاتٍ أخرى مؤلمة تبعث على الأسى، ويهتف معها المرء مبتئساً: ليتها ما كانت ولا كانوا.

 

وبين تلك الصورة وضدِّها تكون سنن الله في أرضه لا تحابي أحد: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّةَ الأوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلا ﴾، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾.

 

فإلى صفحات العزِّ، وصور الشُّموخ التي حلَّق في سمائها طليعة هذه الأُمَّة، يوم أن كان دستورهم القرآن، ومفخرتهم الإيمان، ورابطتهم شهادة التوحيد.

 

بمعابدِ الإفرنجِ كان آذانُنا الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قبلَ الكتائبِ يفتحُ الأمصارا الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لم تنس أفريقيا ولا صحراؤُها الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
سجداتُنا والأرضُ تَقْذفُ نارا الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

 

يخرج الفاروق رضي الله عنه من المدينة إلى الشام ليس معه إلا خادمه ودابته، والهدف: استلام مفاتيح بيت المقدس.

 

وينتظر قادة المسلمين ولي أمرهم وخليفتهم بالجابية على هضبة الجولان.

 

ويصل عمر إلى الجابية، والجموع تنتظره، وكان بينه وبينهم مخاضة ماء، فنزل عمر عن ناقته، وخلع نعليه، وأخذ بزمام الناقة، وخاض بها المخاضة، فقال له أبو عبيد: يا امير المؤمنين أنت تفعل هذا! ما يسرني أنَّ أهل البلد استشرفوك ونظروا إليك على هذه الهيئة!!

 

فصكَّ عمر صدر أبي عبيدة، وقال أوَّه، لو يقل ذا غيرك يا أبا عبيدة جعلته نكالاً لأمة محمد،،،، ثم قال الفاروق بضع كلمات، سجَّلها التاريخ، وتناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل، قال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزَّة بغيره أذلَّنا الله.

 

وصفحة أخرى من صفحات عزَّة الأمة: يغتم الصديق رضي الله عنه لاجتماع الروم اجتماعاً لم يجتمعوا له لحرب الإسلام، فجلس ثلاثة أيام لا يفكر إلا في كيفية مواجهة قوة الروم، ثم أصبح في اليوم الرابع، فقال: والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد، ثم أبرق إلى خالد أن توجه إلى الشام، فكانت وقعة اليرموك سنة ثلاثة عشر للهجرة.

 

اصطف فيها الفريقان، فطلب ماهان قائد الروم أن يتحدث مع خالد بن الوليد، فبرز له خالد بين الصفين، فقال له ماهان ساخراً: (إنا قد علمنا أن ما أخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع، فهلموا إلى أن أعطي كل رجل منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاما وترجعون إلى بلادكم، فإذا كان من العام المقبل بعثنا لكم بمثلها).

 

فقال خالد بن الوليد: إنه لم يخرجنا من بلادنا ما ذكرت، غير أنا قوم نشرب الدماء، وأنه بلغنا أنه لا دم أطيب من دم الروم.

 

وتلاحم الجيشان، وزحف الروم بأعدادهم الكثيرة، وذهلوا من بطولات المسلمين وثباتهم وكسر خالد بن الوليد وسط الجيش حتى تراجعوا وتساقطوا، وانتهت معركة اليرموك بسحق الروم، وخروج هرقل من الشام ذليلاً وهو يقول : السلام عليكِ يا سوريا سلاماً لا لقاء بعده.

 

في زمن العزَّة والشموخ: يتوغل خالد بن الوليد أرض العراق، ويطرد الفرس منها، فجعل لا يقف في وجهه كتيبة إلا كسرها، ولا جيشاً يزحف إلا بدَّده، حتى اقترب من قائدهم هرمز، فبعث له ابن الوليد خطاباً يقطر عظمة وعزة، قال له:

 

أما بعد:

فأسلم تسلم، أو اعتقد لنفسك وقومك الذمة وأقرر بالجزية، وإلا فلا تلومن إلا نفسك، فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة.

 

فأبى المجوسي إلا القتال، فالتقى الجمعان، وتقابل الجيشان، فخرج هرمز بزهوِّه وخيلائه، وتبختره وكبريائه، ودعا للمبارزة، وكان من أشرس وأصلب الفرس، فخرج له سيف الله المسلول، فتبارزا، فدفنه ابن الوليد تحت قدميه.

 

يا ابنَ الوليدِ ألا سيفٌ تؤجرُه الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فكلُّ أسيافِنا قد أصبحتْ خَشَباً الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

 

في زمن العزَّة والشموخ: يدخل ربعي بن عامر بثوبه المرقع على إيوان كسرى معتمداً على رمحه ليقف أمام رستم، وعنده عساكره وحراسه فيصعقه بكلمات العز: جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

 

وفي زمن العزة أيضاً: يستلم الخليفة هارون الرشيد رسالة من ملك الروم، ينقض فيها العهد، ويمنع الجزية التي كان يدفعها من قبله، وجاء في رسالته المتعالية: (أما بعد: فإن الملكة التي قبلي كانت حملت إليك من أموالها أحمالا، ما كنتَ حقيقاً بحمل أضعافها إليها، لكنَّ ذلك لضعف النساء و حمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فأردد ما حصل لك من أموالها،وافتدِ بنفسك، و إلا فالسيف بيننا و بينك)

 

فلما قرأ الرشيد الكتاب استشاط غضبا حتى تفرق جلساؤه من الخوف واستعجم الرأي على الوزير، فدعا الرشيد الكتاب وكتب على ظهره:

[بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه].

 

ثم ركب من حينه من بغداد ولم يقف إلا على أبواب مدينة الرومي نقفور، وحاصرهم حصاراً شديداً، حتى طلبوا الصلح، ودفع نقفور الجزية عن يدٍ وهو صاغر.

 

ومن صفحات العزِّ إلى صور المأساة والذل.

 

نعم، تلك الأيام يداولها الله بين الناس، لكنَّ الله سبحانه وعد، أنه لا يغير حال الأمة من نعمة العز والرفعة إلا إذا تغيرت نفوسهم، وأعرضوا عن هدايات ربهم ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾.

 

في أوائِلِ القرْنِ الرَّابعِ ظَهَرَتْ فِرْقَةُ القَرَامطة، ظاهرهم الرَّفْضُ، وباطِنُهم الكفرُ المَحْضُ، أظهروا التشيعَ لأهلِ البيتِ، وشَتْمِ ولَعْنِ الصحابةِ وأمَّهاتِ المؤمنين، وكان تجمُّعُهم وتآمرُهم غيرَ معلن، حتى إذا رأو ضعفَ الدولةِ وغرقَها في الملهيات حانتْ ساعةُ الانقضاض، فانقضوا كالكواسرِ على النَّاسِ، وكان هدفُهم قبلة المسلمينَ، سَارُوا إِلَى مَكَّةَ وَقْتَ الحَجِّ، فَبَلَغُوا الحَرَمَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ فَأَعْمَلُوا السُّيُوفَ فِي الطَّائِفِينَ، وَانْتَهَبُوا أَمْوَالَهُمْ، وَسَبَوْا حَرِيمَهُمْ وَصِبْيَانَهُمْ، فَقَتَلُوا فِي فِجَاجِ مَكَّةَ ثَلاثِينَ أَلْفًا، وَقَتَلُوا الطَّائِفِينَ فِي حَرَمِ اللهِ تَعَالَى، وَصَعَدَ قَائِدُهُمْ القُرْمُطِيُّ عَلَى بَابِ الكَعْبَةِ، وَخَطَبَ، وَالنَّاسُ يُقْتَلُونَ فَقَالَ:

 
أَنَا بِاللهِ وَبِاللهِ أَنَا الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يَخْلُقُ الْخَلْقَ وَأُفْنِيهِمْ أَنَا الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

 

وَرَدَمَ بِئْرَ زَمْزَمَ بِجُثَثِ الحُجَّاجِ، وَكَانَ القرمطي يَقُولُ سَاخِرًا بِالقُرْآنِ: أَيْنَ الطَّيْرُ الأَبَابِيلُ؟ أَيْنَ الحِجَارَةُ مِنْ سِجِّيلٍ؟ .ثُمَّ قَلَعَ الحَجَرَ الأَسْوَدَ وَأَخَذَهُ إِلَى هَجَر، فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً.

 

في زمن الهوان يجتاح التتر أرض العراق والشام التي فتحها الصحابة بدمائهم وأرواحهم، فعاثوا في الأرض الفساد، وارتكبوا من المجازر ما يعجز عن رَقْمِه البنان، قُتِلَ الناس في بيوتِهم، وطرقاتِهم، ومساجدِهم، قال ابن كثير: وبلغ عدد القتلى ثمان مائة ألف، وقيل: ألف ألف، وثمان مائة ألف، وفي هذا يقول ابن القيم:

 

حتى بكى الإسلامَ أعداؤُه اليهو الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
دُ كذا المجوسُ وعابدُ الصلبانِ الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

 

في ذلك الزمن كان الناس يتخفَّون عن التتر في المقابر، وأسطح المنازل، وفي الحشوش، والمزابل، حتى كان الرَّجُلُ التَّتَري يأتي للبيت المسلم فيخلعُ الباب، فيتخيَّرُ ما يشاءُ من النِّساء ثمَّ يذبحُ الباقي، ويلقيهم من على أسطُح المنازل.

 

وفي صفحة من صفحات الهوان :يخرج الخليفة العباسي المستعصم إلى التتار لا لقتالهم والدّفاع عن الأرض والعِرض؛ وإنَّما ليحملُ شيئًا كثيرًا من الذَّهب والحُلي والمَصاغ والجواهر النفيسة، ليقدَّمَها بين يدي هولاكُو، وخرجَ مع أهله ووزارءه، وقضاته، وفقهاؤه، وأهل التصوف المخذلين، فكافأهم هولاكو،،،، فماذا فعل؟

 

وضعُ خليفةَ المسلمين في كيس، وأمر الناس برفسه بالأقدام حتى برد، ثم ألقَوهُ في النَّهر وقتلوا بطانة السوء معه، ودخلوا قصره وأخذوا منه ألفَ جارية .. !

 

وفي هذا إشارة إلى حالة المستعصم الذي ألهته دنياه، ومنادمة الجواري عن الدفاع عن الأرض والنفس والعرض.

 

وفي صفحة أخرى من صفحات الهوان : نقرأ خبر امرأة هاشمية شامية دنَّس عرضها القرامطة، فحملت سفاحا، فدخلت عليها امرأة لتوليدها، فسألتها: من والد هذا الصبي؟ فقالت: إني امرأة هاشمية وإن هؤلاء القوم أتونا فذبحوا أبي وأمي وإخوتي وأهلي جميعا، ثم أخذني رئيسهم فأقمت عنده أيام، ثم أخرجني فدفعني إلى أربعة من رجاله، يتناوبون علي، والله ما أدري ممن هو هذا الولد منهم.


عباد الله:

وصور الذل والمأساة كثيرة، ولم تكن الأمة لتصل إلى هذا الهوان إلا لخلل حاصل فيها، ومكمن الخلل يجتمع في ثلاث مخالفات إذا حلَّت فانتظر الهوان.

 

أولها: استهانة الكبائر والمحرمات، ثانيها: الركون إلى العاجلة والرضى بها ونسيان الآخرة، وثالثها: غياب روح المقاومة، وكراهية الموت.

 

وهذه الثلاثة جمعها من لا ينطق صلى الله عليه وسلم في قوله:

(إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ،وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ).

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ......

 

الخطبة الثانية

أما بعد فيا إخوة الإيمان: ومن أخبار الأمس إلى حديث اليوم.

 

فها نحن نرى الإذلال يٌصبُّ على المسلمين صبَّاً، دعونا من تسريح الطرف يمنة ويسرة في مصائبنا هنا وهناك، وانظروا إلى مذابح أهل السنة في الشام، على أيدي أقلية قرمطية نصيرية جمعت من الفظائع والمجازر ما لم تجمعه أمة عبر تاريخ الزمان.

 

أي هوان نحن فيه، حين وصل بنا الحال أن نرى الرجال يُقتَّلون، والأطفال يُمزَّقُون، والنساء يُغتصبون، ثم لا نجد إلا الحوقلة، والاسترجاع، وكفكفة الدموع.

 

فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، يا أحفاد سعد وابن الوليد، يا من نزلت عليهم سورة البقرة وآل عمران، يا أهل سورة الأنفال، كفى هواناً، كفى نياحة، كفى خذلاناً، كفى تخذيلاً.

 

لقد أصبحنا كل يوم نُصبَّح ونمسَّى على مجازر تحصد المئات، ومناظر تفتُّ الفؤاد فتَّاً.

 

هل نتحدث عن أطفال أبرياء، لم يعرفوا الحقد ولا البغضاء وهم ينحرون كالخراف.

 

أم نصوِّر مناظر الرضع وقد أُحرقت أجسادهم، وبقرت بطونهم.

 

هل شاهدتم مقطع مجموعة من عصابات النصيرية ينهالون على امرأة محجبة قد لفَّها الحياء، فيتسابقون إليها ضرباً بالأرجل والسياط ما تنهد له عزائم الرجال.

 

هل بلغكم سؤال إحدى العفيفات قبل أيام تستفتي أحد الدعاة هنا، وهي محاصرة من العصابات النصيرية فتقول هل يجوز لي أن انتحر قبل أن أُغتصب.

 

هل نسينا خبر المسلمة الشريفة التي صرخت في المسلمين ونادت : أعطونا حبوب حمل، إن عجزتم عن الدفاع عنا.

 

لمثل هذا يذوب القلب من كمد الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إن كان في القلب إسلام وإيمانُ الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

 

والله إنها لتختنق في الحلوقِ الكلمات، وتتلجلج في الصدورِ الآهات.

 

فآهٍ ثم آه من موت الضمير، وموت مشاعر المسلمين، فأين الإيمان، أين الدين، أين المروءة، أين الرجولة.

 

والله والله لو رأى عرب الجاهلية عبدة الحجر والصنم، هذه المناظر المؤلمة لطلقوا الحياة، وهبُّوا لنجدة من استغاث...... أما نحن فنهبُّ، ولكن لهيئة الأمم ومجلس الأمن، وهم الذين جرَّأو الجزار على القتل والإرهاب.

 

من خمسين سنة ونحن نشجب ونستنكر، ونرفع إليهم مآسينا وظلمنا.

 

شكونا إلى الأعداءِ ألفَ شكايةٍ الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وقد كلَّ من نقلِ الشكاوى بريدُها الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وألفَ احتجاجٍ قد بعثنا به الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فلم يُجْدِ نَفْعاً سهلُها وشديدُها الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وكانت مواثيقُ الأعادي خرافةٍ الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأقوالها كِذْباً وَزُرْورَاً عهودُها الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مجالسُها للغدرِ والظلم أٌسِّسَتْ الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ففيتوُّها منهم ومنهم شهودها الوصف: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

 

فيا أهل الإسلام ها هي فرق الباطنية قد كشَّرت عن أنيابها، وخلعت قناع التقية، وشاركت علانية بمرأى من العالم في الإرهاب والتقتيل، تؤزُّها الطائفيةُ أزَّاً.

 

يا أهل الإسلام ها هي أرض الشام تستنصركم، وتناديكم، وتستغيث بكم، كل بحسبه ومقامه.

 

يا قادة الإسلام اتقوا الله في أمة محمد، فيجب عليكم من النصرة ما لا يجب على غيركم.

 

يا علماء الإسلام يا ورثة الأنبياء يا طلاب العلم سلوا سيوف الحق بألسنتكم، أحيوا في الأمة الرجوع إلى الدين، وبينوا لهم عداوة ومخططات الصفويين.

 

يا تجارنا أنفقوا مما رزقكم الله، فأهل الشام اجتمعت جوائح الدهر من الفقر والخوف والجوع ونقص الأنفس والثمرات.

 

يا كل من يستشعر رابطة الجسد الواحد ويتألم لما يرى ويسمع، مأساة الشام تناديك فعش معها بشعورك ودعائك، وقلمك ولسانك ومالك.

 

يا أهل التوحيد والسنة وحدوا صفوفكم واجمعوا كلمتكم وقفوا مع إخوانكم، وإلا تفعلوا فالمدُّ الباطني سيصل إليكم في دياركم، وحينها فلن ينفع التلاوم والتشاكي، ولا النواح والتباكي.

 

اللهم يا ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، اللهم كن للمستضعفين المسلمين في سوريا، اللهم أمِّن خوفهم، وفرِّج كربهم، وأظهر أمرهم، وأفرغ عليهم صبراً، وانصرهم نصراً مؤزَّراً.

 

لا حول إلا حولك، لا قوة إلا قوتك، أنت حسبهم ونعم الوكيل، أنت مولاهم فنعم المولى ونعم النصير.

 

اللهم عليك بالنصيرية الظالمين، ومن مالأهم من الرافضة الحاقدين، اللهم أجعل تحالفهم في وبال.

 

اللهم إنا على يقين أنك أغير على عرض أزواج نبيك وصحابته منا، اللهم فلا ترفع لمن آذانا فيهم عزاً، ولا تحقق لهم مجداً، وسلط عليهم من الفتن والأزمات ما تردهم عنا.

 

اللهم استر عيوبنا واغفر ذنوبنا وأصلح قلوبنا واختم بالصالحات أعمالنا.

 

اللهم اختم لنا بخير، واجعل مآلنا إلى خير.

 

اللهم صل على محمدٍ وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.





الأحد، 3 فبراير 2013

اصداء الصمت


أصداء الصمت


أبى الصمتُ بداخلها أن يخضعَ ويستكين، أبى أن يتوارى عن العيونِ، ليأخذ هذا الركنَ البعيد الدفين في معظم النفوس البشرية المستكينة لما فرضتْه عليها خياراتُ الحياة؛ فصرخ، وكان لصرخته أصداء تعددت أصواتها بصوت الأنين والبكاء، وربما بصوت تلون في أشكاله بعدة وجوه للنساء.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Literature_Language/0/50061/#ixzz2JpPaBQ9l

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

ما يستحب فعله في هذه الأيام العشرة من ذو الحجة


وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:

1 - قال تعالى: وَالفَجرِ (1) وَلَيَالٍ عَشرٍ [الفجر:2،1]. قال ابن كثير رحمه الله: ( المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم، ورواه الإمام البخاري ).

2 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر } قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: { ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء }.

3 - وقال تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ [الحج:27] قال ابن عباس: ( أيام العشر ) [تفسير ابن كثير].

4 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد } [رواه أحمد].

5 - وكان سعيد بن جبير رحمه الله - وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق - إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر عليه [رواه الدرامي].

6 - وقال ابن حجر في الفتح: ( والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره ).


ما يستحب فعله في هذه الأيام

1 - الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات. روى ثوبان قال: سمعت رسول الله يقول: { عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة } [رواه مسلم] وهذا عام في كل وقت.

2 - الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ، قالت: ( كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر ) [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]. قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحباباً شديداً.

3 - التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: { فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد }. وقال الإمام البخاري رحمه الله: ( كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما ). وقال أيضاً: ( وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ).

وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.

وحريٌ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد ضاعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير - وللأسف - بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.


صيغة التكبير:

أ ) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر كبيراً.

ب ) الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.

جـ ) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.

4 - صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لما ثبت عنه أنه قال عن صوم يوم عرفة: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده } [رواه مسلم]. لكن من كان في عرفة - أي حاجّاً - فإنه لا يستحب له الصيام؛ لأن النبي وقف بعرفة مفطراً.

5 - فضل يوم النحر:

يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين، وعن جلالة شأنه وعظم فضله الجمّ الغفير من المؤمنين، هذا مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم رحمه الله: ( خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن أبي داود عنه قال: { إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القرِّ }. ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر. وقيل: يوم عرفة أفضل منه؛ لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة، ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم يُباهي ملائكته بأهل الموقف، والصّواب القول الأول؛ لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء.

وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجّاً كان أو مقيماً على إدراك فضله وانتهاز فرصته.


بماذا تُستقبل مواسم الخير؟

1 - حريٌ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب قلبه عن مولاه.

2 - كذلك تُستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصّادق الجادّ على اغتنامها بما يرضي الله عز وجل، فمن صدق الله صدقه الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهدِيَنَّهُمّ سُبُلَنَا [العنكبوت:69].

فيا أخي المسلم احرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.

وفقني الله وإيّاك لاغتنام مواسم الخير، ونسأله أن يعيننا فيها على طاعته وحسن عبادته.

الأحد، 14 أكتوبر 2012

قوافل الحج في العصر العثماني


قوافل الحج في العصر العثماني


لقد كانت السِّمة الدينية من أهم السمات التي اتسمت بها تشريعات الدولة العثمانية؛ فقد كان للهيئة الإِسلامية وضع معترف به، وكان يطلق على رئيسها لقب المفتي أو مفتي إستانبول، ثم تَغير هذا اللقب إلى "شيخ الإِسلام" الذي كان يشرف على الهيئات القضائية والهيئات ذات الطابع والنشاط الديني. وكان السلاطين أنفسهم حريصين على تدعيم سلطته، فقد كان شيخ الإِسلام يصدر فتوى تجيز الحرب، دفاعا، أو هجوما، وعقد الصلح، وغير ذلك من الأحداث الجسام.


رابط الموضوع: 

فضل عشر ذي الحجة والعمل الصالح فيها


عبادَ الله:
إن عشر ذي الحجة هي الأيام المعلومات التي شرع الله فيها ذكره في محكم الآيات: ﴿ لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 34]، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر))، وفي سنن الدارمي بإسناد حسن عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى))، وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال: ((أفضل أيام الدنيا أيام العشر)) رواه البزار وأبو يعلى وصححه الألباني.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/1202/45159/#ixzz29HUW5Jew

في ركن الحج

لحكمة - يا عباد الله - جعل للمسلمين هذه المواسم والأوقات التعبدية المستمرة التي لا تنقطع ولا تزول، وجعلها متفاوتة في المقدار الزمني مراعاة لظروف المسلم وأسلوب حياته، وأعلى هذه العبادات وأزكاها وأفضلها الشهادتان، هاتان الجملتان اللتان هما مفتاح الدين الإسلامي، شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمد رسول الله، هاتان الجملتان تعيشان مع كل مسلم كلاهما تخالج صدره وروحه وتقوي عزمه وإيمانه في الحياة، وفي الممات وبعد الممات.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/1202/45148/#ixzz29HTjc9Uy

الحج آيات وذكريات

ندما يأتي موسم الحج فتتحقق الآيات، وتتلاحق الذكريات، وتتلاحم العِظاتُ، وتتجمع العبادات، في أفضل بقعة عرفتها الأرضُ، وأكبَرَتْها الدنيا، وجمَّلها الدين، وسطرها التاريخ، وخلَّدها القرآن، وقدَّرها الرحمن؛ فيه الآيات: ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]، وفيه الأمان والطهارة: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125].

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/1202/45163/

السبت، 6 أكتوبر 2012

من اروع الروابط الممتازة تفضل بالدخول

من افضل الروابط

http://www.tvquran.com/

ما كنت لأُوثر بفضلي منك أحدًا


ما كنت لأُوثر بفضلي منك أحدًا


عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، بِقَدَحٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ، أَصْغَرُ الْقَوْمِ، وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ: يَا غُلاَمُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأَشْيَاخَ قَالَ: مَا كُنْتُ لأُوثِرَ بِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا، يَا رَسُول اللهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ[1].

من فوائد الحديث:
1- يظهر أدب النبي - صلى الله عليه وسلم - بوضوح، حيث إنه استأذن الغلام.

2- تقدير النبي - صلى الله عليه وسلم - للغلام واحترامه له، مع أنه صغير.

3- جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذا الغلام كيانًا حاضرًا.

4- هذا الفعل من النبي - صلى الله عليه وسلم - له تأثير إيجابي في حياة الغلام، وفي تكوين شخصيته.

5- اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بجيل الشباب، الجيل الواعد، الذي هو مقوم أساسي في نهوض الأمة.

6- جرأة هذا الغلام مع وجود الأشياخ، حيث إنه أبى أن يؤثر أحدًا غير نفسه بفضل النبي - صلى الله عليه وسلم -.

7- مشروعية الأيمن فالأيمن في الشرب، وأنه من السنة.

8- فيه أن الغلام لو تبرع وتنازل عن حقه جاز فعله[2].


[1] البخاري 2351.
[2] من 7- 8 مستفاد من فتح الباري 10/86.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/44758/#ixzz28X6EyYee