السبت، 8 سبتمبر 2012

مجموعة نصائح لتجديد الحياة


يس هناك ما قد يقال في مجال تجديد الحياة بعد ما كتبه أستاذنا وشيخنا الجليلالشيخ محمد الغزالي , عليه رحمه الله , ..
 
في كتابة القيم " جدد حياتك " فقد تكلم وأفاض وشرح وبين كيف للمسلم – علىوجه الخصوص – ولأي شخص كان إن يعزم على تجديد حياته ويجعلها تسيرفي المسار الصحيح.
ولكننا في السطور القادمة نضع نقاطا عشرا نزعم أنها متى توفرت عند إنسانما فقد يضمن – بعد توفيق من الله عز وجل – إن تتجدد حياته فعلا على الشكلالذي يرضى عنهفهي نقاط موجزه وننصح من أراد الاستفاضة والزيادة إنيعود إلى كتاب شيخنا الغزالي .
 
1. حدد ما تريد
إن قانون الحياة وسنة الكون ثابتة بأن الدنيا لا تعطي كل شيء , وكذلك فإنه منالمستحيل أن تجد كل شيء عند شخص واحدولهذا خلقت التضحية .
فعلى كل إنسان أن يحدد ما يريده في حياته , أيا كان هذا الذي يريده , فمن يريدالمال سيسعى طوال حياته وراء المال , ومن يريد العلم فسيقضي عمره فيطلبه , ومن يريد الملك والسلطان فسوف يبذل أقصى ما يستطيع ليحصل علىتلك السلطة . وهكذا على كل إنسان إن يحدد ما الذي يريده ويكون على يقين انهإن لم يكن مستحيلا فأنه بالطبع من الصعب والعسير جدا أن تحصل على كلشيء , فعلى قدر شغفك واهتمامك وأيمانك ستكون لك أهدافا محدده في حياتك,فقم بتحديدها من الآن حتى تسير في ضوئها.
 
2. توقف عن الشكوى والتذمر
نعم , لا وقت للبكاء , قم وشمر عن ساعد الجد واجتهد . ابذل أقصى ما فيطاقتك حتى تحقق أهدافكوتوقف في الحال عن الشكوى , فكما يقولون فيالمثل الصيني: " لا تلعن الظلام ولكن أوقد شمعة فيه " فبدلا من أن تهدر طاقتكفي تعديد مثالب المجتمع من حولك أو التذمر من الأحوال التي تحيط بك , افعلأنت شيئا ايجابيا وكن أنت الإضافة لهذا الواقع الذي ترفضه.
 
3. اقبل نفسك
نعم , اقبل نفسك وكن ممتنا لها ولخالقها , فأنت عالم فريد وحدكوأنت مهماقل حجمك أو صغرت مكانتك فإنك تملك الكثير والكثير مما قد لا يملكه غيرك .فكل إنسان منا لديه من القدرات والطاقات والمواهب ما لا توجد عند غيره منالبشروعليك إن تبحث في ذاتك وتتأمل بها فستجد العجب العجاب , ولهذاوجهنا الخالق عز وجل فقال وهو اصدق القائلين " وفي أنفسكم أفلا تبصرون "لقد أمرنا أن نتأمل في الخلق والملكوت من حولنا ولكن قبل ذلك علينا إن ندركنعمة الله في خلقه لنا وكيف أننا مكرمين على كثير ممن خلق ومفضلين عليهمتفضيلافمهما كنتضعيفا , فقيرا , وحيدا , يتيما أو أيا كان وضعك فستجدعندك ما يقويك بعد أيمانك بالله عز وجل.
 
4. قدم خدماتك للآخرين
لا تكن منغلقا على ذاتك حتى لا يقودك ذلك للأنانية المقيتة . فالرسول ( صلىالله عليه وسلم ) نبهنا لهذا وقال " خير الناس أنفعهم للناس " فأين أنت من النفعلغيركلا تبخل على أحد بما عندكأيا كان الذي عندك , مالا , علما , صحةوقوة , فأعتبرها صدقة يا أخي الحبيب تتصدق بها وتزكي عن نعم الله التي انعمبها عليكوهدفك هو خدمة من حولك وشكر النعمة وتأكد أنك ببذلك لما عندكفإنه سيزيد وهذا مصداقا لقول الله عز وجل " لئن شكرتم لأزيدنكم " وما أفضلمن بذل النعمة وتقديمها للآخرين شكرا لها . فالمجتمع لن يستفيد شيئا إن ظللتتشكر الله بلسانك ليل نهار , ولكن عندما تتصدق بما من الله به عليك , هذا هوأفضل الشكر , فلا تبخل على احد بما عندك , وأكرر يا أخي الحبيب , ليسالمقصود ما عندك من المال فقط لكن كل ما تملكه أو وهبه الله إياك هو رأسمال لديك .
 
5. اعتن بنفسك
ألم يقل لك رسولنا الكريم " إن لبدنك عليك حقا " يجب أن تكون متوازنا فيحياتك وتعطي لكل ذي حق حقه , فلا ترهق نفسك في العمل أو الدراسة أو أيعمل أيا كانفكما إن هناك وقت للعمل يجب إن يكون لك وقت للراحةوحبذالو كان هذا الوقت مجدولا في خطتك الأسبوعية واليومية , فأخذ قسط منالراحة , والاهتمام بساعات النوم – دون إفراط ولا تفريط – وكذلك الغذاءالمناسب والمتنوع الذي يضمن لجسمك كل المكونات المغذية المطلوبة ,والابتعاد عن كل ما يضر صحتك هذا أمر حيوي فضلا عن عدم الإسراف فيأي شيء حتى لو كان من المباحاتولا تنسى ممارسة أي نوع من أنواعالرياضة ولو على الأقل المشي . إن كل ما نقوله هذا هو باختصار التاج الذينحرص إن يكون مزينا لك ولا يراه إلا إخواننا المرضى شفاهم الله وعافاهمومتعنا وإياكم بالصحة والعافية.
 
6. تأمل
لتكن لك لحظات استرخاء بشكل يومي , أيا كان المكان وأيا كان الزمان , وانكنا نفضل إن تكون تلك اللحظات أما في ساعات الغروب أو الشروق أو فيظلمة الليل , فهذه الأوقات ادعى لسكينة النفس ولإثارة كل المشاعر الإنسانيةالرقيقة داخل الإنسانولقد كان رسولنا الكريم قبل بعثته يذهب ليقضي أياماطوالا متأملا في ملكوت السموات والأرض في غار حراء . وكما يقال " تأملساعة خير من عبادة سنة " هذا إن كان التأمل فعلا سيؤدي بك إلى عمقالإيمان وتقريبك أكثر من خالقك ومن مخلوقات الكون حولك .
 
7. ابحث عن الإلهام
أنت لست وحدك في هذا الكون , ولست وحدك الذي يريد هذا الهدف – أيا كانالهدف – فهناك من يشاركك وهناك من سبقك وحقق هذا الهدف ونجح فعلا فيإنجازه فلم لا تحاول أن تحيط نفسك بهؤلاء الناجحين أو حتى الذين يريدون ذاتالهدف , وها هو الله عز وجل يوصي نبيه ( عليه الصلاة والسلام ) فيقول "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " . علينا أننحيط أنفسنا بالناجحين في مجالات تخصصنا وتحقيق أهدافنا , أو نسعى لإيجادمن يلهمنا في طريقنا ويشد من أزرنا ويقوي من عزيمتنا ويقوينا على المضيقدما في طريقنا.
 
8. ضع خطة
صحيح أننا نقول للشخص ,اعمل , قم بأي عمل , ولكننا لا نريد عملا عشوائيابل النجاح مرتبط دائما بالتخطيط , فأي عمل مهما صغر , طالما ابتغي بهوجه الله عز وجل فهو بإذن الله مقبول , ولكن حتى نأخذ بالأسباب فعلينا أننخطط لعملنا ونعطيه من الاهتمام والعناية ما يستحقلا بد أن تعرف الهدفمن أي عمل تقوم به وما هي الوسائل لتحقيقه , وما المتاح لك من تلك الوسائلوما هو غير المتاح , وما العقبات التي ستواجهك في سبيل تحقيقه وما هيالفرص المتاحة أمامك لتحقيقهيجب إن تحدد قدراتك ونقاط القوة والضعفلديك . يجب إن تتعرف على البيئة التي ستعمل بها . وعليك وضع خطة زمنيةلأي عمل تقوم به , فما يتم انجازه في أيام ليس من المعقول إن تشحذ له ذاتالهمم والأدوات التي نستعد بها لعمل يأخذ سنوات أو شهوروأفضل طرقالتخطيط لكي تبدأ بها هو التخطيط الأسبوعي , فمن يعتاد أن يخطط عمله خلالأسبوع , بإمكانه إن يخطط لشهر أو لسنة.
 
9. تعلم أن تتعامل مع المال
المال وسيلة وليس غاية في حد ذاته . ولأنه وسيلة أو أداه لتحقيق أهدافنا وتغييرحياتنا فعلينا أن نتعامل معه التعامل اللائق به , فلا نعطيه أكثر من حقه فيصبحهو المسيطر علينا والمسير لناولا أن نبخسه حقه وقدره فنهدره أو نسرف فيإنفاقه فيضيع منا سدى . مهما كان مقدار المال الذي تحصل عليه كدخل لك ,عليك إن تنفق منه وتدخر منه ولو القليل , وان تفكر في استثمار جزء أخر منهوهذا الاستثمار له صور عديدة , ليس هذا مجالها الآن , ولكن بما أن المالهو عصب الحياة المادية المعاصرة فعلينا أن نحاول أن نمتلك تلك الوسيلةبطرقها المشروعة التي يرضى عنها ربنا حتى يبارك لنا فيه وحتى نعيشسعداء نذكر أنفسنا بأن هذا المال خضرة حلوة من أخذها بطيب نفس بورك لهفيه ومن أخذها باستشراف نفس كانت عليه وبالا والعياذ بالله.
 
10. استمتع
رسولنا الكريم لم ير إلا هاشا باشا , وكان مبتسما في وجه الجميع , فلم العبوسإذن ولم القسوة في قسمات وجوهنا.
علينا أن نستمتع بحياتنا ونضحك ونبتسم وتكون روح الدعابة والمرح جزء منحياتنا , فالرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مع كل ما لديه من مشاغل الدعوةوالرسالة وهموم الدولة والقيادة والحروب والغزوات كان يداعب أصحابهونسائه وحتى الأطفال من أبناء الصحابة , وكلنا يذكر ملاطفته للغلام إذ يسأله "يا عمير ما فعل النغير ؟ " . فالحياة حتى تسير تريد منا شيئا من المرح والمزاحالحلال المباحفمن الذي قال أن التدين هو الشدة والعبوس , ومن الذي قال أنالشخص حتى ينجح لا بد وأن يكون صارم الوجه شديد الكلمات لا يضحك أبدا.من قال ذلك ؟ ولكننا نذكر بأننا أمة وسطا " فساعة وساعة "
 
هذه أخوتي الكرام كانت عشر نقاط حاولت فيها إجمال بعض النقاط التينحتاجها جميعا لكي تتغير حياتنا مما هي فيه وأوضاعنا مما هي عليه . فليجتهدكل منا أن يجلس مع نفسه ويفكر في حياته لأن حياته هي رأسماله , فيومنا الذييمر لن يعود أبدا أبدا , وإن مر دون استثمار فقد خسرناه , فلا بد وأن يكونهدفنا أن هذا اليوم لا بد وأن يقربنا من الله أولا وأن يقربنا من تحقيق أهدافناثانيا . وأختم فأقول , إن كنا كلنا نتمنى الموت في سبيل الله والحصول علىمكانة الشهادة في سبيل الله , فإن لم يتح الله لنا الموت في سبيله فلنعش في سبيلهولتكن حياتنا كلها في سبيل الله .