الأحد، 27 أبريل 2014

من وحي الروضة النبوية

طهَّر الله الروضةَ النبويَّةَ من اللغو، فلا تكاد تسمع في رِحابها صوتَ لاغٍ، شدَّت لسانَه فتنُ الدنيا فانصاع لها، وانساب يحدو فيها مواكب الآمال.

ولا تكاد ترى غيرَ السابحين في رياض العبادات، يَنعَمون فيها بما تستطيبُه الأرواح، وكل ما يَصِلُها بالله تستطيبه الأرواح، فحيثما التفتَّ رأيتَ السائحين السابحين الراكعين الساجدين المتبتِّلين الذاكرين القارئين، المشدودة أبصارهم إلى الآيات والأحاديث التي كُتِبت على إحدى رياض الجنة، إنها ليست كرياضِ الدنيا تُجلي نواضرُ أزهارها صدأَ المشاعر، ولكنَّها من رياض الجنة تجلي عن الأرواح وَعْثاءَ الدنيا وهمومَها وآلامَها، وتُنسيها كل ما يُغري به أبالسةُ الفتن من بوارق الأحلام، فها هنا تخفُّ أرواح السائحين، فتسمو فوق الوجود الأرضي سائحةً في ملكوت الله، ترى جلال قدرتِه، وتَلمَس صُنْعَ آياته، وتطوف بين الأفلاك السابحة، تهتفُ كلما رأت أحكام التدبير: سبحان الله القادر، سبحان خالق الآيات، سبحان رب الأرض والسموات، ولا يشدها من طوافها في ملكوت الله غيرُ صوت المؤذن يهز المدينة كلها: الله أكبر، الله أكبر.



رابط الموضوع: رابط الموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم في مدونة عمر ابوزيد