لقد شاءت إرادة الله عز وجل أن تكون حياة الإنسان فوق هذه الأرض سلسلة متواصلة لا تكاد تنتهي من الابتلاءات والمحن ، وفي هذا يقول سبحانه وتعالى: (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور )(الملك: 1-2 ) وهذا الابتلاء قد يكون بالخير أو بالشر: (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون )(الأنبياء: 35 ) وقد يكون الابتلاء للمؤمنين في سبيل تمييز المجاهدين منهم والصابرين (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم )(محمد: 31) فالابتلاء يمكن أن يكون في أي شأن من شؤون الحياة ، فالله عز وجل خلق البشر ، واستخلفهم في الأرض ، ولم يتركهم يهيمون على غير هدى ، بل أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين ، فبينوا لهم سنن الهداية والرشاد ، وبشروهم بالفوز في الدنيا والآخرة ، إن هم أخذوا بها واتبعوها ، كما حذروهم من مخالفة هذه السنن ، وأنذروهم من عذاب الله إن هم ضلوا عنها ، وتنكبوا جادة الصواب .. فلم يعد إذن للناس من حجة بعد الرسل ، بل أصبحوا بعد الرسالات في غمرة الابتلاء والاختبار ، وغدوا مطالبين بتحري الصواب في شؤونهم كلها ، وإلا سقطوا في الامتحان , خسروا الدنيا والآخرة .. ويالها من خسارة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بكم في مدونة عمر ابوزيد