الاثنين، 25 نوفمبر 2013

من الصحابي الذي أمره الرسول عليه السلام بتعلم لغة اليهود فتعلمها في 15 يوم

هو الصحابى الجليل زيد بن ثابت
جهاده رضى الله عنه
صحبه آباؤه معهم إلى غزوة بدر، لكن الرسول محمد رده لصغر سنه وجسمه، وفي غزوة أحد ذهب مع جماعة من أترابه إلى الرسول محمد يرجون أن يضمهم للمجاهدين وأهلهم كانوا يرجون أكثر منهم، ونظر إليهم الرسول شاكرا وكأنه يريد الاعتذار، ولكن (رافع بن خديج) وهو أحدهم تقدم إلى الرسول وهو يحمل حربة ويستعرض بها قائلا: (إني كما ترى، أجيد الرمي فأذن لي)... فأذن الرسول له، وتقدم (سمرة بن جندب) وقال بعض أهله للرسول: (إن سمرة يصرع رافعا)... فحياه الرسول وأذن له.
وبقي ستة من الأشبال منهم زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر، وبذلوا جهدهم بالرجاء والدمع واستعراض العضلات، لكن أعمارهم صغيرة، وأجسامهم غضة، فوعدهم الرسول بالغزوة المقبلة، وهكذا بدأ زيد مع إخوانه دوره، كما هو مسمى في الإسلام، كمقاتل في سبيل الله بدءا من غزوة الخندق، سنة خمس من الهجرة.
وكانت مع زيد راية بني النجار يوم تبوك، وكانت أولاً مع عُمارة بن حزم، فأخذها النبي محمد منه فدفعها لزيد بن ثابت فقال عُمارة: (يا رسول الله ! بلغكَ عنّي شيءٌ ؟)... قال الرسول: (لا، ولكن القرآن مقدَّم).
تعلم العبرية فى 15 يوماكان زيد مثقف متنوع المزايا، يتابع القرآن حفظا، ويكتب الوحي لرسوله محمد، ويتفوق في العلم والحكمة، وحين بدأ الرسول في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرتها، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز... يقول زيـد: (أُتيَ بيَ النبـي مَقْدَمه المدينة، فقيل: (هذا من بني النجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة)... فقرأت عليه فأعجبه ذلك، فقال: (تعلّمْ كتاب يهـود، فإنّي ما آمنهم على كتابي)... ففعلتُ، فما مضى لي نصف شهـر حتى حَذِقْتُـهُ، فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأتُ له).
فضلهتألقت شخصية زيد وتبوأ في المجتمع مكانا عاليا، وصار موضع احترام المسلمين وتوقيرهم فقد ذهب زيد ليركب، فأمسك ابن عباس بالركاب، فقال له زيد: (تنح يا بن عم رسول الله) فأجابه ابن عباس : (لا، فهكذا نصنع بعلمائنا) كما قال ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت: (ما رأيت رجلا أفكه في بيته، ولا أوقر في مجلسه من زيد).
وكان عمر بن الخطاب يستخلفه إذا حجّ على المدينة، وزيد هو الذي تولى قسمة الغنائم يوم اليرموك، وهو أحد أصحاب الفَتْوى الستة: عمر وعلي وابن مسعود وأبيّ وأبو موسى وزيد بن ثابت، فما كان عمر ولا عثمان يقدّمان على زيد أحداً في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة، وقد استعمله عمر على القضاء وفرض له رزقاً.
قال ابن سيرين: (غلب زيد بن ثابت الناس بخصلتين، بالقرآن والفرائض).

توفى زيد بن ثابت سنة 45 هـ في عهد معاوية.


اسم السلسلة: منبر الصحابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم في مدونة عمر ابوزيد